المحتوى
التمهيد:
يشير التاريخ العربي قبل الإسلام أو ما يُعرف بالعصر الجاهلي إلى فترة حافلة بتنوع اجتماعي وثقافي، حيث كانت الجزيرة العربية مهدًا لعديد من الممالك والقبائل التي عاشت حياة متباينة في ظروفها الاجتماعية والسياسية والدينية. عصر الجاهلية هو ما سبق ظهور الإسلام وكان مليئًا بالتحديات والمفارقات، على الرغم من التقدم الفكري والتطور الفني الذي شهدته بعض المناطق. فقد كانت الجاهلية بمفهومها الديني تتسم بالابتعاد عن التوحيد وعبادة الأوثان، مما جعل العرب في تلك الحقبة يتسمون بـ”الجهل” في الدين، رغم أنهم في جوانب أخرى من حياتهم برعوا في التجارة والفن والشعر. في هذا المقال، سنستعرض الأحوال الاجتماعية، السياسية، والدينية في ذلك العصر مع التركيز على أبرز ملامح الحياة العربية في تلك الفترة.
تعريف العصر الجاهلي:
العصر الجاهلي هو العصر الذي يسبق بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام أي عصر ما قبل الإسلام، وقد سمي بهذا الإسم تعبيرًا عن الجهل في الدين، وليس الجهل الفكري أو الحضاري، فقد كان العرب في ذلك العصر في تطور فكري ذي طراز رفيع، ولكن يقصد بالجهل هنا عبادة الأصنام والغلظة والسفه الذي كان منتشرًا في طباع العرب، أي الجهل الذي يناقض بمعناه الحلم؛ وليس الجهل الذي يناقض بمعناه العلم، ومن الآيات التي ورد فيها مصطلح الجاهلية قوله تعالى في القرآن الكريم {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
.تقسم الجاهلية الى قسمين: الجاهلية الأولى وهي من زمن ما قبل التاريخ الى القرن الخامس للميلاد. والجاهلية الثانية هي من القرن الخامس الى عام ستة مئة واثنين وعشرين م.
تقسيم العرب من حيث أصلهم إلى ثلاثة اقسام:
- العرب البائدة : هم اللذين درست آثارهم مثل عاد وثمود وطسم وعمالقة وجديس وغيرها. وهم كانوا يسكنون قريبا من يمامة والبحرين وعمان وغيرها.
- العرب العاربة: هم أصل العرب. وهم يسمون بالقحطانيين لأنهم ينسبون الى يعرب بن قحطان. ويعود أصلهم إلى اليمن. وهذا يقال أن قحطان كان ملكا وحمير من نسله. وهم كانوا يتكلمون اللغة الحميرية .
- العرب العاربة: هم أصل العرب. وهم يسمون بالقحطانيين لأنهم ينسبون الى يعرب بن قحطان. ويعود أصلهم إلى اليمن. وهذا يقال أن قحطان كان ملكا وحمير من نسله. وهم كانوا يتكلمون اللغة الحميرية .
أحوال العرب الإجتماعية:
يقسم العرب معاشيا إلى قسمين : أهل البدو والحضر
أهل الحضر:
هم يُدعون اهل الحضر لأنهم كانوا يسكنون في المدن والأرياف والبيوت التي كانت شيدت بالتراب ومثلها. وهم توقفوا عن حيات التنقل واستقروا في مكان حيث تتوفر لهم جميع السهوليات مثل الماء والأرض للزراعة وغيرها. كانوا يعيشون عيشة قرار وهدوء وسلامة، معتمدين على التجارة وزراعة الحقول. وكذلك كانوا يصنعون أشياء متعددة مثل العطور والأفاويه وغيرها. وكانت حبرهم المفوقة وبرودهم وسيوفهم اليمنية شهيرة كما كانوا يبيعونها في جميع البلدان. وكانت لهم ممالك متعددة، حيث كانت المدن والقصور كبيرة جدا. ومنها:
مملكة حمير:
ملكة حمير كانت موجودة في اليمن. وهي كانت نشأت وبرزت في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد في وقت ضعفت فيه مملكة سبأ. و”ظفار يريم” كانت عاصمة لها. والملك الشهير لهذه المملكة هو ذو نواس. هذه المملكة كانت اشتهرت بالريّ والزراعة وعلم الهندسة وغيرها. ولغتهم كانت لغة حميرية. والحِمْيَريِّون كانوا وثنيّون في بدايتهم ثم تحولوا لليهودية. قام الحميريون بترميم سد مأرب وأنهوا النزاعات وأخضعوا القبائل من جديد.
مملكة تدمر:
مملكة تدمر هي من اعظم المناطق الشامية. وهي كانت ازدهرت في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد. وهذه المملكة تعد من أعظم المناطق القديمة لأجل ثرائها وفخامتها وعظمتها. وهي تعد واحدة من أهم المدن التجارية وأكثرها ازدهارا. هذه المملكة تقال عروسة الصحراء بسبب جمالها وحسنها. وازدهرت هذه المملكة بشكل كبير خلال عهد الملكة زنوبيا.
مملكة الأنباط:
كانت تمتد هذه المملكة من سوريا إلى شبه الجزيرة العربية ومن غرب العراق إلى صحراء سيناء، وعاصمتها كانت مدينة سلع المعروفة بالبتراء. إنها مملكة الأنباط التي كانت ازدهرت منذ سنة ١٦٩ قبل الميلاد، وحتى نهاية القرن الأول الميلادي، وتحديدا سنة ١٠٦ ميلاديًا. كانت تعتبر هذه المملكة من أشهر المدن ثراء، حيث كانت التجارة أساس سيطرتهم و ثرائهم وازدهار حضارتهم، حيث كانوا ينقلون البضائع على ظهر الجمل من البتراء إلى موانئ غزة والإسكندرية على ساحل البحر المتوسط، واشتهروا ببيع البخور والبهارات والزيوت والعطور، والسلع الفاخرة الأخرى.
كانت لغة الأنباط الرسمية هي اللغة الآرامية، لكنهم كانوا يتحدثون باللغة العربية في حياتهم اليومية، كما نعلم من الكتب والآثار القديمة. تراجعت هذه المملكة في العهد الذي هاجمها هاجمها الإمبراطور الروماني تراجان سنة ١٠٦ من الميلاد، بعد أن أصبحت جزءًا من استراتيجيات توسع الإمبراطورية في المنطقة .
مملكة المناذرة:
مملكة الحيرة أو دولة المناذرة أو اللخميين هي إحدى الممالك العربية القديمة التي ظهرت بعد الميلاد، و تعد من أقوى الممالك العربية قبل الإسلام، واستمرت لفترة زمنية بين القرنين الثالث والسابع الميلادي، أي منذ (٢٦٨-٦٣٣) ميلاديا. وامتدت هذه المملكة من بلاد العراق حتى وصلت إلى مشارف الشام شمالاً، وشملت جنوب عمان، والبحرين حتى سواحل الخليج. ويعود نسبهم إلى بني لخم من تنوخ، القبيلة التي هاجرت من مأرب في اليمن، بعد خراب سد مأرب بعد وقوع “السيل العرم”، وقد هاجرت إلى العراق واتخذت الحيرة عاصمة لها.
اهتمت مملكة المناذرة بالتجارة والصناعة والزراعة كما اشتهرت هذه المملكة بصناعة الأسلحة البيضاء، كالسيوف، ونصال الرماح، والسهام وغيرها. ومن أشهر ملوك مملكة المناذرة النعمان الأول، والمنذر الثالث، وعمرو بن هند، والنعمان بن المنذر. كان من المناذرة علماء وشعراء لهم شأن عظيم مثلا: عبيد بن الأبرص، نابغة الذبياني، عمرو بن كلثوم، طرفة بن العبد.
مملكة الغساسنة:
الغساسنة يعود نسبهم إلى قبائل الأزد ، وقد هاجرت هذه القبائل من بلاد اليمن في القرن الثالث الميلادي إلى بلاد الشام، وأنهم عُرفوا بأسماء أخرى مثل قبيلة آل جفنة أو أولاد جفنة، نسبة إلى أول ملوكهم جفنة بن عمرو. هم كانوا يسكنون في بلاد حوران أي في بصرى. امتد حكم الغساسنة من عام ٢٢٠ إلى ٦٣٨ م. مارسوا التجارة الداخلية والخارجية لا سيما تلك الواردات من الهند والصين عبر الخليج العربي. أول ملوكهم هو جفنة بن عمرو الذي حكم ما بين ٢٢٠-٢٦٥ م. وإن اللغة الرسمية التي كان يتحدث بها الغساسنة هي اللغة العربية بشكل أساسي، إلى جانب اللغة الآرامية التي تأتي في الدرجة الثانية. أهم ملوك الغساسنة ثعلبة بن جفنة و الحارث بن ثعلبة.
مملكة كندة:
مملكة كندة هي مملكة قديمة كانت في نجد. كانت عاصمتها قرية ذات الكهل (حاليا قرية الفاو في المملكة العربية السعودية). حكمت معظم نجد والجزء الشمالي من شبة الجزيرة العربية. ومن أهم ملوك مملكة كندة حجر بن عمرو، وعمرو بن حجر، وحارث بن عمرو. وإن ملك شعراء العرب، وأعظم شعراء العصر الجاهلي، الملك الضليل امرئ القيس كان من هذه المملكة. تراجعت هذه المملكة في الوقت الذي قتل بنو أسد حجر، والد امرئ القيس.
أهل البدو:
اهل البدو هم العرب الشماليون أي معظمهم كانوا يسكنون في شمال الجزيرة العربية. كانوا يسكنون في المناطق الصحراوية وينتقلون ويتحركون من مكان إلى مكان أخرى في بحث الماء والأراضي للإستقرار، وحيثما كانوا يجدون الماء والخصوبة يستقرون هناك. ومن أهم الحيوانات التي كانوا يستخدمونها الإبل والفرس والغنم وغيرها. وكانت حياتهم ومعيشتهم معتمدة على ألبان الإبل ولحومها، وكذلك على منابت العشب، والنبات. وهم مرتادون لأماكن المطر، فيخيمون في مكان، مادامت تصلح وتساعد الحالة على العيش على الخصب، ثم يتوجهون لغيرها بحثاً عن العشب، ويبقون على هذا الحال الدائم وهم بين الحل والترحال.
هم كانوا يرعون الأغنام ويأكلون ويشربون من لحمها ولبنها ويكسبون الأموال بصوفها ووبرها. هم كانوا يحتقرون التجارة والزراعة والمهن الاخرى. وكانوا يعتمدون في معيشتهم على الغزو، فيهاجم بعضهم بعضًا للاستيلاء على مواشيهم غصبًا، وكانوا يتعصبون للقبيلة. وهم كانوا يعيشون حياة قبلية قائمة على النزاعات والثارات والحروب في العصر الذي سبق الإسلام، حيث كانوا قومًا أهل جاهلية تأخذهم حميتهم ونزعتهم القبلية إلى سفك الدماء، فاهتموا كثيرًا بشن الحروب أعوامًا وعقودًا. والمرأة كانت تعمل جميع أعمال البيوت، وكذلك سلطان البيت كان والدا.
وكان يتصف العرب بميزات حسنة متعددة مثلا: الكرم والجود، والالتزام بالعهد، والشجاعة والمقدام وكذلك الحلم والحكمة وغيرها. أما الفخر فهي من إحدى الميزات الخاصة لهم، فهم كانوا يفاخرون بأنسابهم وأجدادهم، وما يمتلكون من بعير وإبل وأموال وخيول. وكانت هناك معارض متعددة في العرب، والناس كانوا يجيئون هناك بسبب التجارة، ومن أهمها سوق عكاظ، ذو المجاز، وصنعاء وغيرها.
كان الشعر في العصر الجاهلي من أبرز الوسائل للتعبير عن الأحاسيس والخوالج، كما كان جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. فالشعراء كانوا يُعتبرون حكماء القبيلة ومؤرخين لحقب زمنية بعينها. كان الشعر سمة مهمة في الحياة الاجتماعية والسياسية، حيث كان يقرض في التفاخر بالنسب، والتباهي بالشجاعة والكرم، والتهكم على الأعداء، ووصف الطبيعة والصحراء والحروب والحياة البدوية. يذكر ابن رشيق القيرواني في كتابه (العمدة) أن القبيلة العربية إذا نبغ فيها شاعر فإنّ القبائل الأخرى تأتي لتهنّئها، فتُقام الولائم، وتجتمع النساء كما في الأعراس. ومما يجب ذكره أن الشاعر الجاهلي يمتلك مكانة مميّزة يدافع قبيلتها، ويحميها، ويتفاخر بأمجادها وأنسابها، ويحمي شرفها، وبذلك يكون الشعر مرآة تنعكس من خلالها الصور الاجتماعية والسياسية والثقافية، ولذلك كان يقال أن الشعر ديوان العرب.
أحوال العرب السياسية.
يسود النِّظام القبلي في بلاد العرب، ويكون ذلك بالانتساب إلى الآباء والأجداد. ولم يكن هناك أي حكومة، ولم يعترف العرب أبدًا بأي سلطةٍ سوى سلطة رؤساء القبائل، ونظرًا لعدم وجود أي سلطان فقد كانت الحماية الوحيدة التي يمكن أن يجدها الفرد هي القبيلة، حيث كان اهل القبيلة يقومون بحماية أخيهم سواء كانوا ظالمين أو مظلومين، وبسبب غياب التنظيم السياسي كانت الحروب دائمةً ومستمرة بين القبائل والفصائل للحصول على المأوى والغذاء. وهم كانوا يتعاونون اخيهم في جميع الأحوال اعتبارها مسئولية أصيلة لهم. كما قال الشاعر:
لا يسئلون اخاهم حين يندبهم
في النائبات على ما قال برهانا
كان شيخ القبيلة في درجة الحاكم والرئيس، وكان يصدق قوله وحكمه على أي حال. /وبسبب الرئيسية كان يعطيه الناس الربع أو الخمس من أموالهم. كما قال الشاعر:
لك المرباع فينا والصفايا
وحكمك في النشيطة والفضول
أحوال العرب الدينية:
كانت توجد عدة ديانات في العرب في الجاهلية، وهي: الوثنية، واليهودية، والنصرانية، بالإضافة إلى بعض الفلسفات الدينية الأخرى. لكن من أشهرها الوثنية واليهودية والنصرانية. هذه هي الأديان التي كانت شاعت على نطاق واسع في سائر الجزيرة العربية.
اليهودية:
كانت دخلت اليهودية الجزيرة العربية في زمن ابراهيم واسماعيل، خاصة في ذلك الوقت لما تراجعت دولة اليهود، وطُردوا من القدس عام ٧٠ م. وبعد انهيار دولتهم توجهوا الي الجزيرة العربية وانتشروا في الشمال والحجاز واليمن. وفي أشهر قبائلهم بنو نضير، وبنو قريظة، وبنو قينقاع. وهم كانوا يعيرون العرب بوثنية.
النصرانية:
دخلت النصرانية الجزيرة العربية عندما بعث عيسى حواريا الى شبه الجزيرة العربية، واعتنقتها بعض القبائل كالغساسنة والمناذرة. وكذلك اهتم الحواريون بالتبشير وبالانتشار في كل مكان من الجزيرة من أجل سيادة الإمبراطورية البيزنطية، وتوطيد نفوذ القياصرة في تلك المناطق الغنية التي تتحكم في أهم طرق التجارة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. ولذا إنتشرت النصرانية إلى نطاق واسع في الجزيرة العربية وتحول كثير من الناس للنصرانية. كانت النصرانية موجودة في نجران والحيرة وأطراف الشام.
الوثنية:
كان معظم العرب وثنيّون، وهذه هي الوثنية التي كانت شاعت وانتشرت على سائر الجزيرة العربية سوى بعض قبائل. ويقال إن أول من أدخل عبادة الأصنام إلى جزيرة العرب هو عمرو بن لحي الخزاعي، الذي جاء بالأصنام من بلاد الشام، والذي كانت له سيادة على الكعبة في مكة. وهو كان يوزع الاصنام على القبائل، فشاعت عبادة الأصنام بين العرب وانتشرت انتشارا عظيما في جزيرة العرب. ثم بدأ الناس يصنعون الأصنام من الحجر والخشب وغيرها من أنواع المادة ويعبدونها. وفعلوا هذه الأشياء ليكونوا مقربون إلى الله العزيز؛ وهذا ما حكاه عنهم -سبحانه- بقوله: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زلفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
وقد أطلق العرب على أصنامهم العديد من الأسماء، ومن أشهرها اللات والعُزّى وهُبل وغيرها، ووضعوها في أماكن يعتقدون قداستها في داخل الكعبة المشرّفة وحولها والعديد من الأماكن الأخرى، وكانوا يُقدّمون لها القرابين والذبائح. وكما يقال أن عدد الاصنام في الجزيرة العربية كان يقرب من ثلاث مئة وستين صنما. وكذلك يقال أن كل قبيلة صنم يختص لها. والعرب الجنوبيون كانوا يعبدون القمر كإله، والشمس كزوجة له، وعشتر كإبن لهما.
الخاتمة:
ختامًا، يُظهر استعراض أحوال العرب في العصر الجاهلي أن المجتمع العربي كان في مرحلة من التشتت الديني والاجتماعي، حيث كانت القيم القبلية هي السائدة، وكانت الحروب والنزاعات القبلية تُعد جزءًا من الحياة اليومية. ورغم ذلك، فإن بعض الممالك مثل تدمر والحيرة والغساسنة قد شهدت ازدهارًا وتطورا في مجالات التجارة والثقافة. كما أن تنوع الأديان بين الوثنية واليهودية والنصرانية جعل الجزيرة العربية أرضًا للانقسام الديني. ورغم ما كان يعانيه العرب من “جهل” ديني، إلا أن العصر الجاهلي شكل الأرضية التي مهدت لظهور الإسلام الذي جاء ليُوحد العرب تحت راية التوحيد وينقلهم إلى مرحلة جديدة من النور.