اكتشف الجديد كل يوم

كيف تحسن الترجمة؟

كيف تحسن الترجمة؟

المقدمة:

إن الترجمة وسيلة لتبادل الأفكار ونقل المشاعر من شعب إلى شعب آخر، وإنها جسر يربط الثقافات المتنوعة. وفي عصر العولمة، أصبحت الترجمة جزءا أساسيا لحياتنا اليومية حيث نحن نحتاج إليها في جميع المجالات من التعليم والطب والأدب إلى السياحة والعمل. وإنها تساعدنا في التواصل بين الشعوب، وتسهيل نقل العلوم والمعارف، وتوسيع آفاق الفهم المشترك بين الثقافات المختلفة. فإن الترجمة أصبحت عنصرا أساسيا للتقدم والازدهار في العصر الراهن. 

تعريف الترجمة:

تتعدد التعريفات للترجمة، فقد عرفها ابن منظور، صاحب لسان العرب إن”الترجمة هي نقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى“. وقال الدكتور محمد حسن عبد العزيز “الترجمة عملية ذهنية ولغوية تهدف إلى التعبير عن محتوى النص الأصلي بلغة أخرى، مع الأخذ في الاعتبار الفوارق الدلالية والنحوية بين اللغتين“. وقال الدكتور محمد عناني “الترجمة هي محاولة لنقل معنى النص الأصلي إلى لغة أخرى مع الحفاظ على روح النص وأسلوبه قدر الإمكان“. قالت كاتبة إنجليزية، دوروثي سايرز “الترجمة ليست مجرد نقل كلمات، بل هي نقل ثقافة بأكملها“. وقال سوزان  باسنيت”الترجمة عملية معقدة تتضمن اعتبارات لغوية وثقافية وسياقية لنقل المعنى من لغة إلى أخرى“.

فنظرا لجميع هذه التعريفات المذكورة سابقا، يمكننا القول: إن الترجمة ليست فقط نقل النص من لغة إلى لغة أخرى، بل إنها نقل الثقافة من لغة إلى لغة أخرى مع مراعاة السياق والبيئة الثقافية. 

أهمية الترجمة:

إن الترجمة لها أهمية لا تجحد ولا تنكر. وفي عصرنا اليوم، عندما أصبحت العالم كله ككرة  واحدة، وتتقلص الحواجز بين الدول، وتنتهي الفوارق بين الشعوب، وتتحول الأشياء كلها إلى الرقمنة، فتزداد أهمية الترجمة في هذا العصر . تؤدي الترجمة دورا ملموسا في مجال التعليم. من خلال الترجمة، يمكن لأي شخص من أي جنسية أن يستفيد من جميع العلوم والفنون التي أنتجه العالم البشري في العالم. كما قال طه حسين ”الترجمة ليست مجرد نقل الكلمات، بل نقل الفكر والثقافة والحضارة“. 

وفي مجال العمل، حيث تعتمد العالم على التجارة والصناعة بشكل كبير، وتصبح العالم أكثر ترابطا، فتنشأ الشركات والمؤسسات التجارية فروعها في مختلف الدول في العالم لتوسيع التجارة والعمل. فتؤدي الترجمة دورا محوريا في إنهاء الفوارق اللغوية، وفي تمكين التواصل والتعاون مع الشركاء والعمال والموظفين عبر الدول والمناطق المختلفة، مما يسمح للشركات أن توسع تجارتها بشكل إيجابي. وفي مجال السينما، حيث ازدادت ثقافة السينما في كل مجتمع كما تعكس الأفلام والمسلسلات الثقافة والمجتمع والقضايا الاجتماعية لذلك المجتمع بشكل دقيق، فتترجم هذه الأفلام تقريبا في معظم اللغات أكثر شيوعا واستخداما للوصول إلى جمهور أكبر في العالم كله.

ولا تقتصر أهمية الترجمة في المجالات المذكورة فحسب، في مجال السياحة، حيث نمت صناعة السياحة بشكل ملحوظ في هذا العصر، ويستكشف الناس الدول ذات الثقافات واللغات المتنوعة، فالقدرة على مختلف اللغات وترجمتها تتيح فرصا قيمة لاستكشاف الثقافات والمجالات غير المكتشفة.

طرق تحسين الترجمة:

بعد أن استعرضنا أهمية الترجمة، ننتقل الآن إلى كيفية تحسين مهارات الترجمة. فإن الترجمة لها فروع متنوعة ومجالات متعددة، حيث تختلف الترجمة القانونية من الترجمة السياسية، وكذلك الترجمة الطبية من الترجمة الاقتصادية وما إلى ذلك. فأول خطوة لتحسين جودة الترجمة أن تختار لغة المصدر و الهدف حسب احتياجاتك ومتطلباتك، وثانيا، اختر مجالا تختص فيه مثل القانون أو الطب أو السياسة.

إتقان اللغة:

وبعد أن اخترت هذه الأشياء، اتقن اللغة التي سوف تترجم منها واللغة التي سوف تترجم إليها، وتعلم هاتين اللغتين نحويا، صرفيا، ودلاليا. فمن الواجب أن تتعلم هاتين اللغتين حتى تقدر على الكتابة والقراءة والتحدث في تلك اللغة. ولتحسين تلك اللغة اقرء الكتب والصحائف والجرائد صفحة أو صفحتين يوميا، واكتب عدة سطور يوميا لتحسين كتابتك، وتحدث مع الناطقين بها وغيرها لتحسين التحدث بها. ومن المهم لتعلم اللغة أن تبحث عن البيئة الملائمة المناسبة، تتحدث وتتعلم تلك اللغة في تلك البيئة.

دور الثقافة في الترجمة:

ومن أهم المبادئ والأصول للترجمة أنك – عندما سوف تترجم – تنقل الثقافة والفكر من لغة إلى لغة أخرى. فيجب عليك أن تطالع النظام الاجتماعي والسياسي والثقافي والقانوني والطبي وما إلى ذلك لتلك اللغة، لكي لا يفقد روح الترجمة من النص. وهكذا تتجنب من الترجمة الحرفية، وتستخدم الألفاظ والتعبيرات والمصطلحات لذلك المجتمع، مما يعكس الاحترافية في الترجمة. فيجب على المترجم أن يطلع على الأمثال والحكم والمصطلحات، ويفهم التقاليد والعادات لأصحاب تلك اللغة. 

التخصص في مجال معين:

ثم أنت في حاجة إلى أن تحسن تخصصك للترجمة، فاقرأ النصوص لذلك المجال وركز على المصطلحات والتعبيرات لذلك التخصص، لأن كل مجال له مصطلحات خاصة به مثل المصطلحات القانونية والطبية والسياسية والاقتصادية وما إلى ذلك.

الممارسة اليومية:

وبالإضافة إلى هذه الأشياء، تتطلب الترجمة الممارسة اليومية باستمرار، فيجب على الذي يتعلم الترجمة أن يترجم نصا من لغة المصدر إلى لغة الهدف وبالعكس يوميا، مما يزيد من ثراء الألفاظ والمفردات لتلك اللغة وتعزز جودة الترجمة وتجعلك ماهرا في مجال الترجمة. 

الخاتمة:

إن الترجمة هي نقل النص من لغة إلى لغة أخرى مع مراعاة الأبعاد التاريخية والثقافية لتلك اللغة. وإن الترجمة مهمة جدا في عصرنا المترابط حيث تؤدي دورا هاما في مجال العمل والسياحة والطب والسينما وما إلى ذلك. فيجب على من يريد تحسين الترجمة أن يتقن لغة الهدف والمصدر، ويطلع على ثقافة اللغة وتاريخها، ويمارس الترجمة يوميا حتى تتحسن الترجمة.  

Scroll to Top