اكتشف الجديد كل يوم

كيف تطور الإبداع

كيف تطور الإبداع


المقدمة:


إن الإبداع هو من أهم الحاجات في العصر الحاضر لأن الشيء الذي يميزك ويجعلك وحيدا في الزمان هو أن تأتي بأفكار مبتكرة وأراء مخترعة وأخيلة غير مألوفة لدى الآخرين. وإن هذه الإبداعات والابتكارات تولد الاختراعات، كما يقال إن الإبداع هو أم الاختراعات. وأثبتت الدراسات والأبحاث أن الإبداع موجود لدى جميع الأشخاص، ولكن يعتمد على البيئة التي يعيش فيها في تطوير الإبداع أو إضعافه. دعنا نلقي نظرة  على تعريفات الإبداع.

عرف عالم النفس الأمريكي، جيلفورد أن ”الإبداع هو القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومفيدة“، وعرفت تيريزا أميبيل أن ”الإبداع هو إنتاج أفكار جديدة ومناسبة في أي مجال“. وقال العالم النفسي، رولو ماي إن ”الإبداع هو القدرة على جمع الأفكار والأشياء والتقنيات والأساليب في منهج جديد“.

وإذا أدمجنا هذه التعريفات فنجد أن الإبداع هو القدرة على خلق أفكار مبتكرة  وآراء جديدة، حيث لا يقتصر الإبداع على الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين فحسب، بل كل من يأتي بأفكار مبتكرة يعد شخصا مبدعا. ومن أهم الخطوات لتطوير إبداعك هي كالتالي:


ملاحظة الأشياء نقديًا:


من أهم الخطوات لتطوير الفكر الإبداعي، عليك أن تلاحظ جميع الأشياء بكل دقة وعمق، وأمعن النظر فيها من جميع النواحي والزوايا، لكي تتطلع على جميع جوانبها إيجابيا وسلبيا. اسأل نفسك دائما ”ماذا، لو، لماذا، هل“، هكذا بإمكانك أن تعثر على طرق جديدة مختلفة عن التي يقوم بها الآخرون عادة. مثلا في اللغة: عندما تدقق في بنية الجملة لأي لغة تجد أن نفس الجملة يمكن إنشاؤها بعشر طرق. لكنه يتطلب الملاحظة الدقيقة والأفكار النقدية. 


توسيع الخيال:


في حال القيام بأي عمل، اسمح لخيالك أن يحلق وينطلق بدون حدود وفكر في جميع الإمكانات التي يمكن وصولها إلى العقل الإنساني. ولا تقيد نفسك في مجال أو منطقة بل حاول أن تطير خارج حدودك، مما يفتح آفاقا جديدة، ويوفر  لك حلولا وطرقا يمكن تجاهلها في حال عدم توسع أخيلتك. وكذلك تتعاون و تتبادل الأفكار والأشياء مع الأشخاص من مختلف المجالات مثل الأدب والفن والهندسة والطب والقانون وما إلى ذلك لكي تطلع على طريقة تفكيرهم، وكيف تختلف الأفكار والآراء من مجال إلى مجال آخر، ثم حلل رأيك حول ذلك الشيء وتقيم التوازن بينها حتى تصل إلى نتيجة جديدة لم يألف الآخرون من قبل.


تجربة الأفكار:


وفي حال وجود أي خيال أو فكرة عندك، ادخل ذلك الخيال في حيز التنفيذ، وجرب تلك الفكرة في حياتك الفعلية لكي تكون قادرا على تحليل فكرتك، هل هي تعمل في الحقيقة أو أنه تخسرنا. ومن خلال تجربة أفكارك الابداعية سوف تقدر على استكشاف مواقع وفرص جديدة لم يسبقها أحد قبل. 


تحمل المخاطر : 


حينما تسعى أن تقدم فكرة جديدة أمام العالم، فكن مستعدا لتحمل المخاطر، لأن المخاطر هي من احدى العوامل التي تعرقل في تقديم أي شيء جديد أمام العالم كما قال توم كيلي وديفيد كيلي في مقال نشرته مجلة هارفارد بيزنيس ريفيو أن المخاوف الرئيسية التي تمنع أي شخص في محاولة أي شيء جديد هي: خوف انتقاد الآخرين، خوف الخطوة الأولى وخوف فقدان السيطرة. ولطالما يمنعك هذا الخوف من القيام وتجريب مهام عظيمة يمكن أن تفتح أبوابا مغلقة، وتكشف عن أسرار مكنونة. لأن كل محاولتك -حتى لو لم تنجح- خطوة نحو الإبداع الحقيقي.

ألبرت أينشتاين الذي كان يعتبر فاشلًا وضعيفا في المدرسة، قدم نظرية النسبية وغير مفهومنا للكون. فشل توماس إديسون أكثر من ١٠٠٠ مرة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي، لكنه حاول مرة بعد مرة حتى اخترع المصباح الكهربائي الذي غير حياة الإنسان ومهد الطريق لهم. فعندما سأله الناس عن فشله، قال: “لم أفشل، بل اكتشفت ١٠٠٠ طريقة لا تعمل“. حاول أورفيل وويلبر رايت بناء طائرة لعدة سنوات، وواجها عديدا من المحاولات الفاشلة حتى نجحا في بناء الطائرة. واجه ألكسندر جراهام بيل عديدا من المشاكل في اختراع الهاتف حتى نجح.


تعتبر نظرية القبعات الست، التي طورها إدوارد دي بونو، من أهم النظريات لفهم الإبداع وطرق تطويره. وهذه النظرية تركز على أن يجب أحد أن يفكر عن الأشياء بأشكال ووجهات مختلفة لكي تتكشف له جميع جوانبها. وهي:

  •  القبعة البيضاء (تحليل البيانات والمعلومات المتاحة بطريقة موضوعية)
  •  القبعة الحمراء (التركيز على مشاعرنا وأحاسيسنا دون خوف من النقد أو الحكم)
  •  القبعة السوداء (تحليل الأشياء بشكل نقدي ومنطقي لإثارة التساؤلات المحتملة والامكانات حولها)
  •  القبعة الصفراء (تحليل الأشياء وفوائدها المحتملة بشكل إيجابي)
  •  القبعة الخضراء (التشجيع على الابداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق)
  •  القبعة الزرقاء (تحليل جميع مراحل تلك الفكرة بكل دقة وتقييمها)


الخاتمة:


 يجب عليك ملاحظة الأشياء والتأمل فيها نقديا، وفكر فيها مرارا وتكرارا لكي تصل إلى جذورها. وفي حال القيام بأي عمل، اسمح لخيالك بالتحليق والانطلاق دون حدود في كل ما يمكن وصوله إلى العقل الإنساني. واستكشف مجالات غير مألوفة، وجرب أشياء جديدة، ومارس أخيلتك دون خوف وتردد، لأن الإبداع غالبا يتطلب المحاولات المتكررة. وأمعن النظر في الأسئلة غير الضرورية لدى الأخرين، فكل سؤال يقودك إلى الفكر النادي الإبداعي، وكل محاولة تقربك من أفكار مبتكرة وآراء فريدة تميزك من الآخرين.

Scroll to Top