اكتشف الجديد كل يوم

كيف صور الهند الجاحظ في رسالته فخر السودان على البيضان

كيف صور الهند الجاحظ في رسالته فخر السودان على البيضان

المقدمه

كان الجاحظ صور الهند في رسالة من رسالاته الأدبية والفنية بعاداتها وأطوارها وأخلاقها وشيمها ومحاسنها الحميدة وثقافاتها المتنوعة كما نوضحها الآن بالتفصيل، ويجب علينا قبل أن نخوض في الموضوع، أن نذكر الأديب الجاحظ وعن رسالاته إجمالياً لكي يسهل الفهم بالسبب الذي صوره الهند.

عن الجاحظ

 كان أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ أديبا من العصر العباسي ويعد ناقدا كبيرا في الأدب العربي، له مؤلفات كثيرة، منها كتاب الحيوان الذى أكبرها ضخما، وكتاب البخلاء وكتاب البيان والتبيين وغيرها ، وله رسائل كثيرة. وأسلوبه أنيق وفصيح في متون الكتب،  ومقابل ذلك، في مقدمة المكتب أسلوبه مختلف حيث توجد فيه الصناعة والجزالة كما كتب عمر فروخ.

رسالة فخر السودان على البيضان بالإيجاز

أما رسالة فخر السودان على البيضان فيقال إنه كتب هذه الرسالة بسبب تفضيل الأسود على الأبيض لأنه كان أسود اللون، فحاول الجاحظ في هذه الرسالة أن يفضل السودان على البيضان ، فذكر فيها أن عنترة كان أسود اللون وكذلك حبشي ومقداد، وذكر كثيرا من الأسماء.

وذكر أن كل شيئ أسوده أفضل من الأبيض مثل الرأس في الجسم فإنه أفضل لو كان أسود الشعر، وكذلك يسود الكبد، والشاة السوداء هي أكثر حليبا، والحجر الذي يكون أسود فيكون أصعب وأكثر قوة، ثم أضاف أن النبي قال ” إنما بعثت إلى الأحمر والأسود ” ، فليس العرب أحمر فليكونوا سودا ، وذكر فيها أن معظم الناس في العالم سود، فیسود خلیج فارس والهند وأهل السند والصين وما بعد الصين وإفريقيا، ثم بدأ يصور الهند وأهلها وعاداتها وأطوارها.

ذكر أهل الهند في رسالته وتصويرها

تقدمهم في العلوم

إنه ذكر بأن أهل الهند كانوا متقدمين في علوم النجوم والحساب والطب فيقول ” أما أهل الهند فيقدمون في النجوم والحساب ولهم أسرار الطب ولهم علاج   فاحش الأدوية خاصة”، 

ثم يصور الهند بأن أهلها كانوا ذا خط جميل و جامع للغات للغات كما يقول: “ولهم خط جامع للغات” 

لعبتهم:

ويذكر أن أهل الهند لهم لعبة وهي أشرف لعبة تقال شطرنج وهي أكثرها تدبيرا وفطنة كما يذكر”ولهم الشطرنج وهي أشرف لعبة وأكثرها تدبيرا وفطنة”،

الغناء والرقص

ويمدح الجاحظ في رسالته عن غنائهم ورقصهم وخفتهم فيقول “ولهم غناء جميل ورقص وخفة”، ثم ذكر الحافظ أيضا الكنكلة وهي كانت شيئا للغناء ربما مثل الغيتار فقال : “ولهم الكنكلة وهي وتر تقوم على حلقة”،

ويقول عن الرقى “ولهم الرقى النافذة في السموم”.

فكان الجاحظ صور الهند بثقافتها بطريقة بسيطة بليغة تعكس الحياة في الهند في ذلك الزمن وأشار الى أهل الهند ما كانوا بارعين فقط في ذلك الزمن بل متفوقين في العلوم والفنون المتنوعة مثل الطب والحساب والنجوم والفنون الجميلة والخط والغناء والرقص وحتى في الطبخ ، كما يقول الجاحظ: “لم يكن في العبيد أطبخ من السندي” فإنه صور السندي أطبخ في العالم في ذلك الزمن.

براءتهم في الفنون الجميلة

وقال عن فنون الهند الجميلة بأن أهلها كانوا ينحتون الصور والتماثيل فقال: “ولهم خرط التماثيل ونحت الصور بالأصباغ تتخذ في المحاريب وأشباه ذلك”

سيوفهم ومهاراتهم في الإستخدام

وأضاف بمدح سيوفهم “ولهم السيوف القلعية وهم العب الناس بها وأحذقهم بها ضربا” أي وصف أهل الهند بأنهم يحسنون استخدام السيوف وهذا يعني أنهم مقاتلون بارزون.

السحر والتدخين

وصور الأديب الهند بأنه يوجد هناك السحر والتدخين والدمازكية فإن هذه الأشياء كانت لها علاقة قديمة مع الهند وتجرى حتى يومنا هذا، 

الأخلاق والزي

ثم مدح الجاحظ أهل الهند عن أخلاقهم الحميدة وزيّهم الجميلة وعن عاداتهم وأطوارهم الثقافية الأخرى فقال “ولهم الزي الحسن والأخلاق الحميدة ولهم السواك والخضاب والفرق ولهم جمال”، ومدح العود الهندي و الطيب والعطر فقال “ولهم العود الذي لا يعدله أحد من العود”.

تصوير المرأة

وصور الجاحظ  النساء الهنود بصورة نموذجي فقال “وبنسائهم تضرب الأمثال” ثم ذكر صيارفة الهند والبنادرة فقال “ولهم صيارفة الهند وبنادرة البربهارات ولا يجعلون احدا أنفذ في أمور الصيارفة لإنهم أنفذ في أمورهم” 

كليله ودمنه

وقال عن كليلة ودمنة بأن هذا النموذج الأدبي هو إبداع هندي ثمين فقال “وعنهم أخذ كتاب كليلة ودمنة “، 

ذكر آدم عليه السلام:

وقال في الأخير “وهبط آدم عليه السلام فصار ببلادهم” أي تشرف النبي وأبو الآباء آدم فى هذه الأرض وجعلها وطنا له.

فصور الجاحظ الهند في أفضل تصوير ووصفها بأحسن وأجود عاداتها وثقافاتها حتى ختم رسالتها وكانت هذه الرسالة دلالة واضحة على أن الهند وأهلها كانوا متفوقين في كل زمان وكانت ثقافتهم مهذبة ومثقفة.

Scroll to Top